استقبلت بريد إلكتروني يُعلمك بوقت وتاريخ لمُقابلة عمل ولكن لا يذكر المكان؟ نعم، لقد تم دعوتك إلى مُقابلة عمل عبر الهاتف. فهل أنت مًستعد؟! على الرغم من أن المقابلة الشخصية عبر الهاتف غير شائعة، إلّا أنه من الوارد أن تمُر بهذه التجربة في مرحلة ما من حياتك المهنية، الأمر الذي يُلزمك بالإطلّاع على أهم النصائح الخاصة بهذا النوع من أنواع المقابلات الشخصية من أجل تمُر من المُقابلة بسلام.
سنُناقش في هذا المقال أهم الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار عن مرورك بتجربة الانترفيو عبر الهاتف، وكيف تستعد لمثل هذه المقابلة.
مزايا المقابلة الشخصية عبر الهاتف
تحمل المقابلة الشخصية عبر الهاتف بعض المزايا التي يُمكن أن تغفل عنها، ومنها:
- تهدئة التوتر الذي يُمكن أن تشعر به أثناء المقابلة الشخصية الاعتيادية.
- تُسهّل المقابلة الشخصية الهاتفية تجربة المقابلة الشخصية الرسمية وتجعلها أقل حِدة وأكثر سهولة، كونك تعاملت مع مُختص التوظيف هاتفيًا وكوّنت فكرة مبدئية عنه، وبالتالي سيكون التعامل أسهل فيما هو قادم.
- في حالة كان الموظف في مكان بعيد أو في مُحافظة أُخرى، سيكون من الأفضل التواصل عبر الهاتف لتحديد ما إذا كان المُرشح مُناسب بشكل مبدئي قبل الانتقال إلى الانترفيو الرسمي.
- التسهيل على مُختص التوظيف مُهمته في تعيين الموظف المطلوب، حيث تُعد المقابلة الشخصية عبر الهاتف بمثابة تصفية مبدئية لبعض المرشحين، ثم يأتي دور المرحلة الثانية في الانترفيو الرسمي ليتم الاختيار من بين المرشحين الأفضل فقط.
تعرّف أكثر على أهم نصائح الانترفيو الحقيقي وأفضل المُمارسات من أجل اجتياز هذه التجربة بنجاح
التحديات المُتعلقة بالانترفيو الهاتفي
وعلى الرغم من الإيجابيات المُرتبطة بتجربة المقابلة الشخصية عبر الهاتف، إلّا أنها مازالت تحمل بعض التحديات التي يجب أن تنتبه لها وتعرف كيف تواكبها وتتعامل معها. وتلك التحديات تشمل:
عدم قُدرتك على استخدام لغة الجسد
استخدام لغة الجسد يُساعدك على توصيل شخصيتك بشكل أفضل، ويُعينك على ترك انطباع جيّد لدى المحاور. ولكن من أجل تدارك ذلك يُمكنك التعويل على نبرة صوتك أثناء الحديث، حيث أنها يُمكن أن تنقل إحساسك بالثقة لدى المحاور. احرص أيضًا على التحلّي بالثبات الانفعالي أثناء الإجابة على الأسئلة حتى تثبت له جديّتك وقُدراتك التي تستحق من خلالها الانتقال إلى الانترفيو الثاني.
صعوبة التواصل
قد يحدث ذلك أحيانًا بسبب ضعف الشبكة أو أن المُرشح غير مُتاح للرد على الهاتف. والحل في كِلتا الحالتين أن تقوم بجدولة معاد آخر من أجل المقابلة الشخصية عبر الهاتف بسبب عدم جاهزيتك في الوقت الحالي.
عدم فاعلية المقابلة الشخصية عبر الهاتف
أحيانًا المقابلات الشخصية عبر الهاتف لا تكون كافية بالنسبة لمُختص التوظيف ليُقرر ما إذا كان المُرشح للوظيفة يستحق الانتقال إلى المرحلة الثانية من الانترفيو أم لا. والحل هو إما أن يقوم المُختص بجدولة مُقابلة هاتفية أُخرى، أو أن يطلب من المُرشح الحضور إلى مُقابلة شخصية حقيقية من أجل تحديد ما إذا كان مُناسبًا أم لا.
عدم جاهزية المرشح
عدم توّقع المرشح لاستقبال مكالمة هاتفية تخص مقابلة عمل قد تجعله مُتوترًا مما يؤثر على أداءه أثناء المُكالمة. والحل مرةً أُخرى هو تأجيل ميعاد الانترفيو الهاتفي إلى أن تكون مُستعدًا، ومن المُتوقع أن يتفهم المُحاور طلبك.
نصائح المقابلة الشخصية عبر الهاتف
1.كوّن معلومات عن الشركة
أولى الأشياء التي يجب العمل عليها هو أن تكون مُستعدًا. ابحث عن خلفية الشركة، يُمكن البحث من خلال الموقع الإلكتروني لها، وهي من الخطوات الأساسية لتتعرف علي تاريخ المؤسسة، ثقافتها، ورؤيتها. وكذلك عليك التأكد من دراسة مواصفات الوظيفة، كما يُمكنك طلب نصيحة إذا لم تُكن متأكداً من المطلوب تحديداً.
2. تخيّل أنك في مقابلة عمل اعتيادية
إذا كُنت في مقابلة عمل اعتيادية ستقوم بالاستعداد بكل ما أوتيت من قوة. ستهتم بطريقة حديثك، بالأسئلة التي ستُوجه إليك، بالإجابات النموذجية التي يجب أن تُجيب بها على الأسئلة، وهكذا. هذا بالضبط ما يجب أن تقوم بها خلال المقابلة الشخصية عبر الهاتف ، فكلُما أوليت اهتمامًا للأمر، كُلّما زادت فرصك في القبول.
3.ابحث عن مكان هادئ حيث لا يُمكن إزعاجك
بالطبع أنت لا تُريد أن يُقاطعك أحد؛ أطفالك، حيواناتك الأليفة، أو زُملائك في العمل. لذلك احرص على اختيار مكان هادئ في المنزل بعيدًا عن المُشتتات التي قد تؤثر على أدائك أثناء الانترفيو.
إذا استقلبت المقابلة الشخصية عبر الهاتف وأنت متواجد في مترو الانفاق أو في الطريق، فربما سوف تحتاج إلى تأجيلها حتى تتواجد في مكان أكثر هدوءًا، لأنك في هذه الحالة ستظهر بمظهر غير مهني.
4. تخلص من المُشتتات
اغلق النوافذ التي قد يأتيك منها الضوضاء، أوقف تشغيل أي أجهزة منزلية قد تصدر صوت أثناء المُكالمة، أغلق باب الغرفة التي ستمكُث فيها أثناء مُدة المكالمة، واطلب من أفراد العائلة عدم الدخول أو إحداث أي أصوات حتى تنتهي من الانترفيو.
5. اطبع سيرتك الذاتية وحدد النقاط الهامة بها
من أجل ضمان أن يكون ذهنك حاضرًا أثناء الانترفيو، وحتى تكون أفكارك أكثر ترتيبًا، من الأفضل أن تقوم بطبع السيرة الذاتية وتحديد النقاط الأهم التي تُريد التركيز عليها أثناء حديثك.
6. ألقِ نظرة على مُتطلبات الوظيفة
معرفتك المُسبقة بمُتطلبات الوظيفة سيترك لك فرصة الإجابة على الأسئلة بشكل أفضل، والتركيز على النقاط التي لها علاقة بمُتطلبات الوظيفة. فمثلًا إذا كانت الوظيفة هي مُصمم للجرافيك، وكان من ضمن مُتطلبات الوظيفة أن يكون المُرشح على دراية ببرامج مُعينة، فمعرفتك بهذه المعلومة ستجعلك تذكر أنك تستطيع العمل على هذه البرامج. وبالتالي، ستكون أقرب إلى القبول في هذه الوظيفة.
7. فكّر في الراتب المُتوّقع
هذه النقطة غاية في الأهمية. حيث أن هذا السؤال لابُد أن يُسأل لك أثناء المقابلة الشخصية عبر الهاتف . لذا لابُد أن تُجهّز ردًا منطقيًا بُناءًا على البحث الذي ستقوم به لمعرفة الراتب المنطقي لهذه الوظيفة في البلد الموجود بها الشركة، وأيضًا بُناءًا على المرحلة التي تمر بها الآن من مسيرتك المهنية.
8. استمع جيّدًا
خاصةً خلال المقابلة الشخصية عبر الهاتف أنت بحاجة إلى الاستماع والإنصات جيّدًا للمُحاور حتى تعرف السؤال بالضبط وبالتالي تُفكر في الإجابة المنطقية. تجنّب مُقاطعة المُحاور أثناء الحديث أيضًا لأن ذلك قد يُشعره أنك لا تحترم أو تقدر حديثه.
9. احتفظ بملاحظات البحث معك!
فهذا سُيساعدك علي تذكر أي معلومة تُريد معرفتها. يُمكنك أيضًا كتابة النقاط التي توّد السؤال عنها لتكون حاضرة أمامك.
10. تدّرب
التدريب على إجابة أسئلة الانترفيو سواء مع أحد أفراد العائلة، الأصدقاء، أو حتى التسجيل لنفسك سيُساعدك على كسر الحاجز النفسي، وبالتالي ستكون فرصتك أكبر في اجتياز المقابلة الشحصية عبر الهاتف بنجاح. إذا قُمت بالتسجيل أيضًا سيكون لديك الفرصة لسماع ما سجّلت، وبالتالي اكتشاف أي مواطن للضعف سواء في الإجابات نفسها، في نبرة صوتك أو في الطريقة التي تتحدث بها، وهُنا يُمكنك التحسين من مواضع الضعف هذه.
11. انتبه لنبرة صوتك!
خلال العشر أو عشرون دقيقة التي تستغرقها في مقابلة العمل، عليك أن تُظهر اهتمامك وحماسك، حيث لن يكون لديك ميزة لغة الجسد لتُعبر عن سلوكك. يجب أن يكون صوتك مسموعًا، ومن الأفضل استخدام السماعات إذا كانت تُساعدك على أن يكون صوتك أوضح، كما عليك الحرص على أن تكون نبرة صوتك مُتزنة وهادئة، وغير مُتسرعة أو مُندفعة.
تذكر أيضًا أنك لا تستخدم من لغة جسدك في المقابلة الشخصية عبر الهاتف سوى نبرة صوتك، ولذلك يجب أن تكون واثقة وحاسمة، وأن تُحاول توصيل شخصيتك الواثقة والمُتمكنة من خلال هذه الدقائق القليلة.
12. لا تكُن مُندفعًا!
تحدّث ببطئ ولا تكن مُندفعًا أثناء المقابلة الشخصية عبر الهاتف. بل اعطِ لنفسك فرصة أن تُفكر في الإجابة المُناسبة، وتحدث بشكل هادئ وبطئ حتى لا تتلعثم أو تقول أمور لا تصح أثناء المقابلة.
13. دوّن ملاحظاتك أولًا بأول
من الوارد أن تنسى بعض الأمور التي ناقشتها أثناء الانترفيو. لذا من الأفضل أن تقوم بتدوين الملاحظات الهامة والنقاط الضرورية أثناء المُكالمة نفسها. كي يسهل عليك تذكرها واتخاذ قرارك بشأن مُناسبة هذه الوظيفة لك من عدمها.
14. اظهر الاحترام
أيًا ما كان الشخص الذي يجري معك المقابلة، سواء مُختص التوظيف، مدير التوظيف، أو مُديرك المُباشر، فلابُد أن تُظهر له الاحترام عن طريق الحديث بطريقة احترافية، واستخدام بعض الكلمات التي تنم عن الرسمية والاحترام لشخصه، مثل “استاذ/استاذة”، “حضرتك” وغيرها من الأمور.
15. جهّز بعض الأسئلة
هذه وسيلة رائعة لتتعرف أكثر على مهامك الوظيفية وعلى الشركة والثقافة القائمة عليها. تذكر أن تجعل الأسئلة الخاصة ذات أهمية وأن تُساعدك في اتخاذ قرارك بشأن صلاحية هذه الوظيفة لك!
من بين الأسئلة التي يُمكن أن تسألها للمُحاور في نهاية المُحادثة:
- ما هي المسئوليات اليومية الخاصة بهذه الوظيفة؟
- هل يُمكن أن تُحدثني عن بيئة العمل الخاصة بالشركة؟
- من هو مديري المُباشر؟
- ما هي مسئوليات أعضاء الفريق؟
- أين يقع مقر الشركة؟
- ما هي ساعات العمل؟
- ما هو الراتب الخاص بهذه الوظيفة؟
- متى يُمكنني أن أنضم لكم؟
16. لغة الجسد مُهمة أيضًا!
قد تعتقد أن هذا الأمر ليس مُجديًا، ولكن في الحقيقة أن اهتمامك بلغة الجسد أثناء المحادثة الهاتفية من شأنها أن تُحدث فارقًا حقيقيًا. فمثلًا جلوسك بشكل مُريح ومُسترخي يجعلك أكثر هدوءًا عند الرد على الأسئلة، كما أن الابتسامة – وإن لم تكن مرئية – فإنها تُحدث فارقًا كبيرًا وتجعل صوتك أكثر حماسًا واتزانًا وإقبالًا. الأمر الذي يترك لدى المُحاور انطباعًا إيجابيًا عنك.
إن كُنت غير مُقتنع بتأثير الابتسامة على نبرة الصوت، يُمكنك تسجيل صوتك وأنت تبتسم وصوتك وأنت غير مُبتسم وستُلاحظ الفرق.
17. انه المقابلة بإيجابية
كما بدأت المُكالمة بإيجابية، عليك أن تُنهيها بنفس الشكل من أجل أن يكون آخر انطباعًا تتركه لدى المُحاور انطباع جيّد. يُنصح أيضًا أن تقوم بشُكر المُحاور على التواصل معك وتمني أن تلتقيه في أقرب فرصة.
18. احرص على المتابعة بعد المقابلة الشخصية عبر الهاتف
بعد الانتهاء من المُحادثة، من الاحترافية أن تقوم بإرسالة رسالة إلكترونية للمُحاور تُعبر من خلالها عن سعادتك بإجراء هذه المُحادثة، وشكره على اختياره لك كمُرشح لهذه الوظيفة.
كما يُمكنك مُتابعة سير عملية التوظيف لهذا المنصب وإذا ما وقع عليك الاختيار عن طريق إرسالة رسالة إلكترونية أيضًا بعد موعد المُحادثة الهاتفية بثلاث أيام إلى اسبوع على سبيل المثال.
كيفية الاستعداد للمقابلة الشخصية عبر الهاتف
- كُن احترافيًا دائمًا وتجنّب التوتّر إذا صادفتك مُكالمة مُفاجئة تخص انترفيو.
- إذا كان لديك تطبيق على هاتفك يخص إظهار هوية الشخص المُتصل فمن المُحتمل أن تعرف بشكل مُسبق أن المُتصل هي شركة ما أو مُختص توظيف. وبالتالي عليك الانتقال إلى مكان هادئ والاستعداد لاستقبال المُكالمة.
- إذا كانت المُكالمة مُجدولة من قبل، عليك التأكد من التاريخ والميعاد المُحدد بشكل مُسبق حتى لا تقع في موقف مُحرج.
- إذا كان الانترفيو عن طريق التليفون الأرضي، تأكد من وضع الهاتف المحمول على وضعية الصامت أثناء المقابلة الشخصية، أما إذا كانت المقابلة الشخصية عبر الهاتف المحمول فتأكد من شحن البطارية كي لا يضعك في موقف مُحرج في منتصف المُحادثة.
- ضع زجاجة مياه بالقُرب منك، في حالة أن حدث أي شئ غير طبيعي – مثل أن أصابتك كحة أو غُصة – يُمكن أن تستأذن من المُحاور وتجعل الهاتف قيد الانتظار حتى تتخلص من المشكلة ثم تُعاود الرجوع إلى المُكاملة مع الاعتذار له.
تجنّب هذه الأمور أثناء المقابلة الشخصية عبر الهاتف
- تناول الطعام أو الشراب.
- مضغ العلكة.
- مُقاطعة الشخص الذي يجري معك المُحادثة، كون ذلك سيجعلك تبدو أقل احترافية.
- الحديث أو توجيه الكلام لأي شخص بالجوار.
- المزاح المُبالغ فيه.
- الكلام بشكل غير رسمي.
أهم أسئلة المقابلة الشخصية عبر الهاتف
عادة لا تختلف اسئلة الانترفيو الاعتيادي عن اسئلة الانترفيو الهاتفي اختلافًا كبيرًا. ولكن بطبيعة الحالة، لابُد أن تكون اسئلة المقابلة الشخصية عبر الهاتف أقل من حيث العدد، كما أنها تكون مُباشرة أكثر. ومن ضمن أكثر أسئلة الانترفيو الهاتفي شيوعًا ما يلي:
- عرفني بنفسك.
- حدثني أكثر عن خلفيتك المهنية/ خبرتك.
- لماذا اخترت التقديم على هذه الوظيفة؟
- ماذا تعرف عن مهام هذه الوظيفة؟
- ما هو راتبك المتوقع؟
- ما هي نقاط قوتك؟/ نقاط ضعفك؟
- لماذا يُمكن أن تكون الأنسب لهذه الوظيفة؟
- متى يُمكنك أن تنضم إلينا؟
- هل لديك أسئلة توّد سؤالها؟
المقابلة الشخصية عبر الهاتف هي اختبار لمعرفة إذا كنت الشخص مُناسبًا للشركة أم لا. باتبّاعك لهذه النصائح، ستسطيع السيطرة على انفعالاتك، وبالتالي المرور بنجاح من الانترفيو. ولكن بالتأكيد هذا هو نصف الطريق إلى الوظيفة، وهي فرصة واحدة لتنتقل إلى الخطوة التالية، عليك انتهازها بطريقة صحيحة !
إذا كنت لا تزال تبحث عن وظيفة اضغط هنا!