كيف تتخطى أزمة فقدان الوظيفة


بلا أي مقدمات نزل عليك خبرٌ كالصاعقة: هذا آخر يومٍ لك معانا ، أنت مفصول …

تقف في حيرة محاولًا استيعاب ما قد حدث للتوّ ، “ماذا سأفعل” ، “كيف سأسدد الديون” ، “ماذا سأقول لأسرتي”.

ألف سؤالٍ يجول في خاطرك لا تدري ما إجابتهم. هذه هي مقدمات “أزمة فقدان الوظيفة”

هذا المقال سيساعدك في تخطيها بإذن الله.

انس الظلم والماضي

لا تنجرف نحو دور الضحية -حتى ولو كنت بالفعل ضحية- ولا تنغمس كثيرًا في مظلوميتك. ما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره ، إنه أمر واقع عليك أن تتأقلم معه شئت أم أبيت ، التذمر والسخط لن يغير شيئًا من الواقع.

لذا لا تغرق في الماضي ، ولا تسخط على القدر ولا تتذمر على الواقع ، رفض الواقع لن يغير منه شيء ولكن التعامل معه ومجاراة قواعده هو ما سيمكنك من حسن استغلال الفرص.

لا تغرق في الاكتئاب

صدقني ، آخر ما تريده في هذه اللحظة هو الحزن والاكتئاب ، نعم إنه من المؤسف أن تفقد مصدر دخلك ولكن ما ينبغي عليك هو أن تستجمع قواك للبحث عن الفرصة التالية.

الفكرة يا صديقي هي أن الحياة مليئة بالفرص ، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك ، قد يتبادر إلى ذهنك أنها كانت فرصة العمر وفرصة لا تعوض ، ولكن في الواقع أن فرص الحياة لا تنتهي ، ربما قد حان الوقت لتنتقل لمكان أفضل أو تكون في وضع أفضل.

قدرة الإنسان على التخيل محدودة ، وليس للإنسان علمٌ بالغيب ، فهو غير قادر على أن يتصور الخير الذي كُتب له -أو الابتلاء الذي قُدّر عليه- في المستقبل.

تصورنا للحياة تصور خطّي ، نتصور أن الأمور إذا كانت على ما يرام اليوم فإنها ستكون على ما يرام غدًا وبعد غدٍ وللأبد ، وإذا كانت كارثية اليوم فستكون كارثية غدًا وبعد غدٍ وللأبد.

قدرتنا على التخيل محدودة وقاصرة وحساباتنا محدودة بعلمنا الضئيل والواقع أشد تعقيدًا من حسابات البشر ، لذا فلا يوجد أي داعي للاستسلام.

تعلّم مفهوم الرزق

أنت خائف ويائس لإنك ربطت بين “وظيفتك التي فقدتها” وبين “رزقك”.

أخبرني ، هل إذا علمت أنك حتى ولو فقدت وظيفتك فإن رزقك لن يتأثر ، هل ستحزن على فقدانها؟

للرزق طرق ، وطرق الرزق لا تحصى ، ولا يعني أنك كنت تُرزق من وظيفتك أن هذا هو الطريق الوحيد للرزق ، ربما هو الطريق الوحيد الذي تعرفه ، ولكنه حتمًا ليس الطريق الوحيد.

ما هو الرزق أصلًا؟ تحديدًا المال؟

المال هو عملة اتفق عليها المجتمع كوسيلة لتبادل المنفعة بدلًا من المقايضة ، يعني أنه كان الناس قديمًَا يقايضون ما يملكون ليشتروا ما يحتاجون ولكن مع توسع ونمو المجتمع أصبح المال وسيلة أكثر فعالية من المقايضة.

ولكن الأساس هو: تبادل المنفعة بين الناس.

أي أنك إذا استطعت أن تنفع عددًا أكبر من الناس فستستطيع أن تجني أموالًا أكثر مقابل مجهوداتك -نظريًا على الأقل.

والناس إذا ما وثقوا بقدرتك على نفعهم سيمنحوك القدر من المال الذي يرونه عادلًا مقابل مجهوداتك.

إذًا: المنفعة ، والثقة.

فإذا ما كنت أمينًا متقنًا فإنك ستكسب ثقة الناس أينما حللت وستُفرج كُربتك بإذن الله.

البحث عن وظيفة في حد ذاته وظيفة

إذا ما فقدت وظيفتك فوظيفتك أن تبحث عن وظيفة.

إذا كان دوامك اليومي 8 ساعات منهم ساعة للراحة ، فعليك أن تستكمل بنفس النظام 8 ساعات منهم ساعة للراحة.

ابحث عن وظيفة في كل مكان وعلى كل مواقع التوظيف.

أعد صياغة السيرة الذاتية لتكون مُحدّثة بأحدث المعلومات عنك ولا بأس إن استثمرت مبلغًا في قالبٍ احترافيٍّ مدفوع للسير الذاتية حتى تكون في أفضل حالة ممكنة.

ثم انطلق للتقديم في كل المواقع وعلى كل المنصات الممكنة ، ابحث عن الوظائف الRemotely وابحث عن الوظائف From Home وابحث عن الوظائف On-Site ، ابحث عن كل شيء وما سيكتبه ربك هو الخير.

دوامك يومي ، اسعَ كل يوم لمدة 8 ساعات بحثًا عن وظيفة ، ولا تُحبط بالعدد المهول الذي تقدم فيه ولا يأتيك رد أو يأتيك رد بالرفض.

الفكرة يا صديقي هو أنك الآن مسؤول المبيعات لخدماتك ، وفي المبيعات هناك قاعدة مشهورة “It’s a game of numbers” ، المسألة مسألة عدد ، قد لا يكون العيب فيك ، ولكن الفرصة الواحدة يتنافس عليها المئات أو الآلاف ، لذا حتى تتمكن من الظهور في وسط هذا التكدس وليراك مسؤول التوظيف فعليك أن تقدم على أكبر قدرٍ ممكنٍ من الوظائف.

وأيضًا قد تحتاج في السيرة الذاتية إلى مراعاة الATS (Applicant Tracking System) إذ تستخدمه الشركات الكبرى لفلترة السير الذاتية وتصنيفها ، فعليك أن تراعي هذه الجزئية عند كتابة سيرتك الذاتية حتى تتمكن من الظهور في الوظائف التي تستعمل هذا النظام.

العمل الحر

العمل الحر أحد وسائل الدخل السريع -نسبيًا- التي سيمكنك من تحقيق دخل إضافي يساهم في توفية التزاماتك.

هناك عدة طرق للعمل الحر منها المنصات المشهور كUpWork وFreelancer ومستقل وخمسات وغيرها ، ولكن هذه المنصات مكدسة بالمحترفين من كل أنحاء العالم والمنافسة عليها دولية ، يمكنك أيضًا أن تنافس عليها ولكن المنافسة ستكون صعبة إلى حد ما وستحتاج إلى استراتيجية متقنة لتحقيق دخل على هذه المنصات.

والاستراتيجية عمومًا سواء على هذه المنصات أو غيرها هي استهداف الوظائف الأقل تنافسية ، خاصةً في البدايات.

فمثلًا على هذه المنصات ستجد أن السوق الأمريكي والأوروبي ومن بعدهم الخليجي هو الأفضل دخلًا ، ولكنه بالتبعية سيكون الأشد منافسةً. ولكن ماذا عن السوق الآسيوي مثلًا؟ السوق الآسيوي أقل منافسة ومع فرق العملة لا يزال أجره جيدًا وتوقعاتهم في الجودة ستكون معقولة إلى حد كبير.

من الممكن أيضًا أن تبحث على منصات أخرى أقل تنافسية ، كجروبات الفيسبوك مثلًا حيث يتواجد أصحاب الأعمال المحليين يبحثون عن كفاءات تقوم بالمهام بأسعار معقولة ، هنا يمكنك أن تتميز إذ أن المنافسة تقتصر على المنافسة المحلية فتكون من الأسهل نسبيًا التفوق عليها.

Azərbaycan onlayn kazino saytları

الإجراءات الوقائية:

من الحكم الشهيرة في الاستثمار: لا تضع البيض كله في سلةٍ واحدة.

فكيف يمكنك أن تتجنب مثل هذه الأزمة في المستقبل؟

بالآتي:

شبكة العلاقات

يقولون أن: معرفة الناس كنوز. وعند الأجانب: Your Network is Your Net Worth.

عليك أن تتعرف على الناس وتوطد علاقاتك معهم ، كلما زادت شبكة علاقاتك كلما أُتيحت لك فرصٌ أكبر ، وبالتالي ستكون أكثر مرونة في التعامل في مثل هذه الأزمات.

معرفة الناس لن تضرك شيئًا بل ستفيدك ، تعرف على الناس سواء في مجالك أو في غيره ، وابنِ سمعةً طيبة وكن على خُلقٍ حسن مع كل الناس لا فقط من تحسبهم المهمين لإنك لا تعرف الخير من أين سيأتيك.

شبكة العلاقات الاحترافية التي ستبنيها ستجعلك أكثر حصانة من الوقوع في أزمة فقدان الوظيفة وذلك لإنك ستمتلك بدائل ، وتيّقن أن الرزق بيد الله.

الPersonal Branding

الPersonal Branding أو التسويق للذات هو أن تعامل نفسك كشركة تود التسويق لها.

في عصر السوشيال ميديا فإن التسويق للذات أصبح متاحًا للجميع بإذن الله ، فكيف تقوم به؟

عن طريق المحتوى ، يمكنك عن طريق المحتوى أن تُعرّف الناس بك على أنك خبير في مجالك وفي تخصصك فتبدأ ثقة الناس بك في الازدياد ويحب الناس أن يعملوا معك ويجعلوك أول اختياراتهم.

عليك أن تختار نوع المحتوى الذي ستنتجه سواء كان مرئي أو مسموع أو مقروء ، وعليك أن تختار المنصة التي ستنتج عليها المحتوى ، وتراعي طبيعة المنصة وطبيعة المجال الذي تكتب عنه لتكتب محتوى يلائم هذه المنصة ويحقق الأهداف التي تسعى لها.

التعامل مع الديون والأقساط بحذر

الديون الاستهلاكية من أكبر الأشياء التي ينبغي عليك أن تحذر منها.

ما هي الديون الاستهلاكية؟

هي الديون التي تقترضها من أجل شراء سلعة استهلاكية. إن لم يكن الدين لمرض أو حالة حرجة لا قدر الله فلا ينبغي عليك أن تقترض دينًا استهلاكي.

الديون في حقيقتها هي قيود يضعها المرء على نفسه ، وكلما زادت الديون كلما زادت القيود وقلت الحرية ، فإن كان الدين للتجارة أو تحقيق الربح فإن الربح سيعوض خسارتك من الدين ولكن إن كان الدين لسلعة استهلاكية فإنك تقيد مستقبلك بحاضرك الذي قد تكون أصلًا في غنىً عنه.

فعند حدوث مثل أزمة فقدان الوظيفة تجد كل هذه الديون فوق رأسك كلها تطالبك بسدادها وتهددك إن لم تقم بالسداد.

فلا تنجرف مع الديون لإنها هي أصلًا سبب كل الأزمات.

تنويع مصادر الدخل

لتتجنب حدوث مثل هذه الأزمات في المستقبل عليك أن تقوم بتنويع مصادر دخلك حتى إذا ما تضرر مصدر من المصادر لا يحدث انهيار تام في دخلك ولكن يكون هناك ما يعوض العجز لديك.

الحياة عمومًا ليس فيها ركون ولا سكون ، والركون هو أكبر خطر على الإنسان ، فالاعتماد على مصدرٍ واحدٍ للدخل سيتسبب في الكثير من المشاكل ، فتنويع المصادر ضروري وتحصين من انقطاع الدخل عند فقدان الوظيفة.

كيف تنوع مصادر دخلك؟

الخاتمة

الاستفاضة في الإجراءات الوقائية يحتاج المزيد والمزيد من المقالات ، لكن النقطة الأساسية التي أود التركيز عليها هي أنه لا ينبغي عليك أن تعلق في الماضي أو أن تسقط في فخ الضحية أو تغرق في الاكتئاب ، عليك أن تستجمع قواك وتبحث عن وظيفةٍ جديدة أو حتى عن عمل حر تعوض به دخلك ، وتذكّر أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

جوبزيلا توفر لك فرصة لمقابلة ما يزيد عن 40 شركة في ملتقى توظيفها السابع بالاضافة الى عدد لا محدود من فرص تبادل الخبرات وحضور ورش العمل التدريبية المجانية وأنشطة مهنية كثيرة، يمكنك تسجيل حضور من خلال الدخول على صفحة الملتقى من هنا 

Exit mobile version