موازنة الحياة والعمل

في هذه الأيام، التوازن بين العمل والحياة يعد أمراً مستحيلاً. التكنولوجيا تجعل الوصول إلى العاملين أمراً سهلاً على مدار الساعة، والمخاوف من فقدان الوظيفة تؤدي إلى ساعات عمل أطول. في الواقع، الإجهاد الذى ينتج من يوم العمل الذى أصبح لا ينتهى شيئا يمكن أن يدمر العلاقات والصحة وسعادة الإنسان ككل. التوازن بين العمل والحياة هو شيئاً مختلفاً لكل فرد، ولكن هناك بعض النصائح الأساسية التي يمكن تطبيقها على الجميع.

1. ترك مبدأ الكمال

كلما كبرنا، تصبح الحياة أكثر تعقيدا. كلما تسلقت سلم النجاح في العمل وكلما كبرت عائلتك، تتوسع مسؤولياتك. ويصبح الكمال بعيد المنال، وإذا تركت هذا المفهوم بدون مراجعته، يمكنه أن يصبح مصدر إزعاج لك ويدمرسعادتك مع الوقت، فالمفتاح لتجنب هذا الإزعاج هو التخلي عن فكرة الكمال. كلما أصبحت الحياة أكثر توسع فمن الصعب جدا عصبياً ونفسياً الحفاظ على هذه الغاية من الكمال الدائم، الخيار الصحي هو السعي ليس لتحقيق الكمال ولكن للتميز.

2. عليك الفصل!

بين وسائل الإتصال الحديثة والبرامج التي تجعل العمل أسهل، ساعدت التكنولوجيا في حياتنا بطرق عديدة. لكنها خلقت أيضاً إمكانية التواصل المستمر. فأصبح يوم العمل لا ينتهى. هناك أوقات يجب عليك فقط أن تغلق هاتفك لتستمتع بوقتك الحاضر، فقوة الصمود تكمن فى الوصول إلى التوازن والثقة وقوة الشخصية في حياتك. إستقبال مكالمات العمل على الهاتف يقطع الأجازة الخاصة بك، ويبعث تياراً من التوتر في جهازك العصبى. لذلك لا ترسل رسائل عمل وأنت تشاهد إبنك فى لعبة كرة القدم ولا ترسل رسائل البريد الإلكتروني بينما تقضى بعض الوقت مع الأسرة، إجعل للوقت جودة حقيقية. من خلال عدم الرد على محادثات العمل، وستقوم بتطويرعادة المقاومة تلك مع الوقت بشكل أقوى. من يقاوم هذا النوع من إدمان العمل لديه شعور أكبر من السيطرة على حياته، في حين أن من لا يستطيع الفصل بين وقت العمل والأوقات الأخرى يكون أقل سيطرة على حياته وأكثر عرضة للإجهاد.

3. ممارسة التأمل ولعب الرياضة.

حتى عندما نكون مشغولون، نجد الوقت للأمور الأساسية في الحياة. فنحن نأكل. نذهب إلى الحمام. ننام. ولكن ممارسة الرياضة هى أيضا واحدة من الإحتياجات الأكثر أهمية للإنسان لكن غالبا ما تكون أول شيء نضحى به عندما تمتلئ قائمة المواعيد لدينا. ممارسة الرياضة هى وسيلة فعالة لخفض الإجهاد. وتضخ شعورا جيدا داخل جسمك. كما أنها تساعد على رفع المزاج، ويمكن أن تقوم أيضا بوضع الإنسان فى حالة تأمل، وتكريس بعض الوقت كل أسبوع للرعاية الذاتية، سواء كان ذلك من خلال ممارسة الرياضة، أواليوغا أو التأمل. وإذا كان حقا ليس لديك الوقت، فإبدأ بتمارين التنفس العميق، خمس دقائق صباح و مساء كل يوم لجلسة تأمل. عندما نتحدث عن التوازن، ليس بالضرورة أن يكون كل شيء حول الإنجازات وتحقيق المهام، يجب أيضا أن يشمل الرعاية الذاتية لتحديث الجسم والعقل والروح.

4. الحد من الأنشطة والأشخاص المضيعين للوقت

أولاً، قم بتحديد ما هو الأهم في حياتك. وهذه القائمة تختلف من شخص إلى أخر، لذلك تأكد من أنها تعكس حقا أولوياتك أنت، وليس شخصاً آخر. وبعد ذلك، إرسم حدودا ثابتة حتى تتمكن من تخصيص الوقت لهؤلاء الأشخاص والأنشطة ذات الأولوية العالية. من هنا، سيكون من السهل عليك تحديد ما يجب أن يُحذف من القائمة. إذا كان البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت يولد الكثير من إضاعة الوقت، ضع قواعد لمنع ذلك. قد يعني ذلك إيقاف إخطارات البريد الإلكتروني والرد على جميعها في أوقات محددة فى اليوم. وإذا وجدت أن وقتك استحوذت عليه نسبة من الأشخاص الأقل بناء، حاول إيجاد سبل دبلوماسيه للحد من هذه التفاعلات. قم بالتركيز على الأشخاص والأنشطة التي تفيدك أكثر، واحصل على ليلة نوم جيدة. للبعض قد يبدو هذا تصرف أناني، لكنه ليس كذلك، لأنه عندما يتعلق الأمر إلى كونك صديقا، أو زوجا أو والدا أو عاملا، فكلما كنت فى حال أفضل، كلما استطعت أن تقدم الأفضل لمن حولك أيضا.

5. تغيير شكل حياتك

أحيانا نقع في مشكلة الإعتياد وأن عاداتنا اساسية ولا يمكن تغيرها. إلقى نظرة من بعيد على حياتك واسأل نفسك: ما هي التغييرات التى يمكن أن تجعل الحياة أسهل؟ قم بالتركيز على الأنشطة التي تجيدها أكثر والتى لها القيمة الأكبر بالنسبة لك، وفوض أو استعين بمصادر خارجية لتقوم بكل شيء آخر. هذا التفويض يمكن أن يكون مفيدا لكلا الطرفين. تحدث مع الأشخاص الرئيسيين في المناطق المختلفة من حياتك، والتي يمكن أن تشمل الموظفين أو الزملاء في العمل، الزوج أو الشريك في مشروع إجتماعى. فمعرفة ما يمكنك القيام به سيساعدك على ترك المجال للآخرين ومنحهم فرص للنمو، سوف تعطى لهم الفرصة لتعلم شيئا جديدا وتكرس إهتماماتك للأولويات الخاصة بك.

6. إبدأ صغيرا وقم بالبناء من هناك!

يحدث هذا معنا جميعا، الحمية الغذائية المفاجئة التي تتلاشى تدريجيا، قرارات العام الجديد التى تُنسى بحلول فبراير. إنه ذات الشيء مع التوازن بين العمل والحياة، عندما نأخذ قرارات كثيرة بسرعة كبيرة و نحاول تنفيذها. الكثير من مدمني العمل أيضا يرتكبون خطأ التغييرات الجذرية السريعة، مثل قطع ساعات عملهم من 80 ساعة في الأسبوع إلى 40، أو مثل من لا يمارس الرياضة فيقوم بزيادة المسافة التى يجريها كل يوم من صفر إلى خمسة أميال في اليوم. وتلك طريقة ستؤدي للفشل. عندما يقوم شخصا ما كان دائما غائبا عن عشاء العائلة بالتعهد بالحضور كل ليلة، فمن الأفضل أن يبدأ صغيرا، ويبدأ بليلة واحدة في الأسبوع ثم يزيد تدريجيا. في نهاية المطاف، سوف يصل إلى 2-3 وجبات عشاء في الأسبوع وهذا أمر جيد. إذا كنت تحاول تغيير برنامج نصي معين في حياتك، إبدأ بداية صغيرة وقم بالبناء من هناك، وعيش تجربة النجاح تدريجيا.

Exit mobile version