في كل مرة تفتح فيها الأخبار، بتلاقي تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل، تهديدات، ضربات، مدنيين بيتصابوا، وقلق عالمي بيكبر.
وعلى قد ما تحاول تكمل يومك عادي، بتلاقي نفسك فجأة فقدت التركيز، أو مش قادر تقوم من السرير، أو حتى تبطل تفكر في اللي شُفته امبارح.
ده مش لأنك ضعيف، لكن لأنك إنسان، وعقلك الباطن مش بيعرف يفرق بين “أنا بعيد” و”أنا في قلب الحدث” لما الصور قدامه طول الوقت.
ليه نفسيتنا بتتعب بسبب حرب بين إيران وإسرائيل؟
كتير بيسألوا: “هو إحنا مالنا؟ يعني الحرب بين إيران وإسرائيل، احنا قاعدين في بلد تانية، ليه بنتأثر كده؟”
السبب بسيط: الدماغ البشري بيتعامل مع المعلومات اللي بتدخل له كأنها واقعية، خصوصًا لو مصحوبة بمشاعر قوية أو صور صادمة.
يعني لما تشوف فيديو انفجار أو طفل بيصرخ أو أم بتبكي على جثة ابنها، المخ بيتفاعل وكأنك هناك فعلًا. وده بيخلّي الجسم يفرز هرمونات التوتر، ويبدأ يظهر عليك أعراض الضغط النفسي، حتى وانت قاعد في بيتك.
إيه هو العجز الجمعي؟
العجز الجمعي هو شعور إنك مش قادر تعمل أي حاجة، مهما كانت بسيطة، وإنك لوحدك في وشّ كارثة كبيرة جدًا.
وده بيظهر أكتر في الأزمات الكبرى، زي الحروب والكوارث الطبيعية، أو حتى الجائحات.
إحساس عام بين الناس إن كل المحاولات مالهاش لازمة، وإن العالم خرب خلاص، وإن مفيش حاجة ممكن تتغير.
المشكلة إنه مش بيأثر على مشاعرك بس، لكن كمان على شغلك، علاقاتك، وحتى صحتك.
مؤشرات العجز الجمعي والضغط النفسي في الأزمات
- نومك بيبقى مضطرب، يا إما نوم زيادة أو أرق مستمر
- مش قادر تركز، أو بتنسى حاجات كتير
- دايمًا قلقان أو متوتر من غير سبب واضح
- فقدت رغبتك في الشغل أو الدراسة
- بتحس بالذنب لو فرحت أو ضحكت
- منعزل عن الناس أو زهقان طول الوقت
لو عندك أكتر من 2 من الأعراض دي… محتاج تبدأ تهتم بنفسك فورًا.

خطوات عملية عشان تحمي نفسك وسط الحروب
1. قلل وقت متابعتك للأخبار
حاول تتابع التطورات من مصدر واحد، ساعة معينة في اليوم، وخلاص.
لو فضلت فاتح تويتر، فيسبوك، يوتيوب طول اليوم، هتغرق من غير ما تحس.
2. خليك في روتين منتظم
حتى لو بسيط: تصحى، تفطر، تخرج تمشي، تشتغل شوية، تسمع موسيقى…
الروتين بيطمن العقل، وبيفكرّه إن في حاجات لسه مستقرة.
3. عبّر عن اللي جواك
كلم صاحبك، اكتب نوتة، شارك بوست، ارسم حاجة، غني، صرّخ حتى لوحدك.
المهم ما تكتمش، لأن الكتمان هو أول خطوة نحو الانفجار الداخلي.
4. اعمل حاجة مفيدة… حتى لو بسيطة
ساعد، ادعي، انشر وعي، تبرع، أو شارك في مبادرات إنسانية.
اللي بيخليك تتعافى مش “الحل السحري”، لكن الإحساس إنك بتساهم بأي شكل.
5. افصل لما تحس إنك محتاج تفصل
اقفل موبايلك، اقعد مع حد بتحبه، امشي وسط الزرع، اسمع حاجة بتضحكك.
الراحة مش رفاهية، دي صيانة ضرورية للنفس.
6. كافئ نفسك على أي إنجاز
كتبت إيميل؟ نظفت أوضتك؟ صليت النهارده؟
قول لنفسك “براڤو”. اللحظات الصغيرة دي هي اللي بتبني مقاومة داخلية حقيقية.
هل من الطبيعي أضحك أو أفرح في وقت الحرب بين إيران وإسرائيل؟
آه، طبيعي جدًا.
مش لازم تحزن 24 ساعة علشان تثبت إنك إنسان.
اللي في قلب الحرب محتاجين ناس واقفين على رجليهم، مش ناس منهارة معاهم.
كونك بتضحك، أو بتاكل حاجة بتحبها، أو بتحضر فيلم، ده مش خيانة… دي طريقة عقلك ينقذ بيها نفسه.
إمتى أطلب مساعدة حقيقية؟
لو حاسس إنك مش قادر تتحكم في دموعك
لو بدأت تفكر في أذى نفسك
لو فقدت الرغبة تمامًا في الحياة أو الأكل أو النوم
لو بقت عندك نوبات هلع أو غضب متكرر
كل ده مش ضعف… ده إنذار.
اطلب مساعدة من مختص، أو حتى من صديق بيفهمك.
المهم: ما تسكتش.
في النهاية…
اللي بيحصل فعلاً كبير، وعنيف، ومرعب.
بس وسط الزحام ده، انت ليك قيمة. ليك نفس، وليك دور.
حافظ على نفسك، علشان تعرف تحافظ على غيرك.
واحزن… لكن ما تستسلمش. اتعب… بس ما تنكسرش.