مع انتشار أساليب التعلم الحر ودمج التعليم الذاتي والخبرات الشخصية مع النجاح الأكاديمي في سوق العمل، اختلف اهتمام العديد من الطلاّب بمفهوم الدراسة الجامعية وأهميتها، رغم أن إدراك سر النجاح في الدراسة يعد أحد أهم أسرار النجاح العملي فيما بعد. لذا نرى أنه من المهم جدًا فهم مفاتيح النجاح في الدراسة وطرق النجاح في الدراسة الجامعية لأنها العادات نفسها التي ستساعدك على شق طريقك المهني والنجاح في أي وظيفة مستقبلية.
كيف أدرس بذكاء؟
لعلّنا جميعاً نعرف المقولة الشهيرة، اعمل بذكاء بدل العمل بجدّ، هذا لا يعني التقليل من أهمية العمل الجاد وبذل القدر الأساسي من المجهود، ولكن عند التفكير في الأمر، يمكنك إنجاز أمور أكثر بأقل مجهود ممكن عند التصرف بحكمة! يتعلق الأمر بعقليتك وطريقة تخطيط الأمر داخل رأسك، مثلاً فكّر في ما هي أفضل أوقات الدراسة؟ أيهما أفضل الدراسة ليلاً أم نهارًا؟ ابحث أكثر عن سبل النجاح في الدراسة وطرق تنظيم الوقت والتخطيط الأمثل لمهامك حسب أهميتها والوقت المتاح وكيف يمكنك اكتساب عادات سليمة تمنحك مفاتيح النجاح في الدراسة وفي العمل مستقبلًا.
عادات تساعدك على النجاح في الدراسة الجامعية
العديد من أسباب النجاح والتفوق في الدراسة ترجع في الأساس إلى العادات اليومية البسيطة التي تخلق روتيناً منظمًا يسهل عليك الدراسة واستيعاب المعلومات بأفضل شكل، لذا نعتبر التركيز على هذه العادات من أهم أسس النجاح في الدراسة، سواءًا في المرحلة الجامعية أو قبلها أو بعدها، بل إن هذه العادات تسهل عليك أيضاً اكتشاب معرفة إضافية من خلال الدورات التدريبية أو التعلم الذاتي أو غيرها من طرق الدراسة وتطوير الذات.
ومن أهم هذه العادات:
- تحديد أهداف منطقية ويمكن قياسها: اعتمد على خطة SMART، هذا يعني أن تكون أهدافك محددة، يمكن تتبعها والحكم على ما تم إنجازه، قابلة للتنفيذ في إطار زمني معقول، ومتعلقة بأهدافك الشاملة الأخرى. أي أنه يمكنكك تقسيم المواد الدراسية بحيث يكون هدفك في كل مرة الانتهاء من جزء محدد ومراجعته والتأكد من استيعابه على أكمل وجه، بدل أن يكون هدفك إتمام دراسة المادة أو الموضوع بالكامل.
- اتباع أساليب مختلفة في الدراسة: سيخبرك الكثيرون أن تدرس على طاولة مرتبة أو أن تدرس عدد ساعات مثالي، إلخ من النصائح الدراسية التي لا شك أنها قد تكون مفيدة للكثيرين، لكن من المهم أن تتذكر أن عقولنا لا تعمل بالشكل ذاته، مما يعني أن الأسلوب الذي ينجح معك قد لا يكون الأنسب لغيرك. لذا من المهم أن تختبر بنفسك الدراسة في أوقات مختلفة، وبأساليب مختلفة، حتى تجد السبيل الأفضل لك.
- الاستعانة بالأساليب التفاعلية: أصبح لدينا العديد من الوسائل التكنولوجية التي يمكن أن تساعد الطلاب على الدراسة بشكل تفاعلي واختبار معلوماتهم واستخدام حواسهم بشكل أكبر أثناء الدراسة مما يساعد على ترسيخ المعلومات بشكل أكبر.
- تنظيم الوقت: تعتبر إدارة الوقت من أهم أسباب النجاح في الدراسة والنجاح في الحياة بشكل عام، فعند تخطيط وإدارة وقتك بشكل صحيح سيمكنك إنجاز الكثير بالكفاءة والدقة اللازمة.
عادات مهمة لإدارة الوقت (في الدراسة والحياة العملية)
- تحديد الأولويات: حدد أهم المهام التي تحتاجها لإكمالها ومدى أولوياتها. سيساعدك هذا على تركيز وقتك وطاقتك على الأهم وتجنب إضاعة الوقت في مهام أقل أهمية.
- إنشاء جدول: استخدم مخططًا أو تقويمًا لإنشاء جدول زمني ليومك أو أسبوعك أو حتى جدول زمني للشهر بالكامل (رغم أن الجدول الأقصر غالباً ما يكون أكثر دقة وأسهل للالتزام به). يمكن أن يساعدك هذا في البقاء منظمًا والتأكد من أن لديك وقتًا كافيًا لإكمال جميع مهامك.
- قسّم المهام إلى أجزاء أصغر: قسّم المهام الأكبر إلى مهام أصغر يسهل إدارتها. يمكن أن يساعدك ذلك في تجنب الشعور بالإرهاق ويسهل إحراز تقدم.
- تجنب المشتتات: حدد الملهيات التي يمكن أن تستغرق وقتك وتقلل من إنتاجيتك وتخلص منها.
- خذ فترات راحة: يمكن أن يساعدك أخذ فترات راحة منتظمة في الحفاظ على تركيزك وتجنب الإرهاق. حاول أن تأخذ استراحة قصيرة كل ساعة أو ساعتين، قد يفيدك الحصول على بعض الهواء النقي، تحريك جسدك قليلاً لتجديد نشاطك، أو القيام بشيء تستمتع به.
- كن مرنًا: من المهم أن تكون مرنًا وأن تعدل جدولك حسب الحاجة عند ظهور أشياء غير متوقعة، أو استغراق مهمّة ما وقتًا أكثر من المفترض، ومن المهم أن تكون قادرًا على التكيف وإجراء تغييرات على خطتك.
- لا تنسَ وقتك الخاص: من المهم أن يتضمن جدولك الزمني وقتاً للمتعة والراحة وممارسة الأنشطة المختلفة، سيساعدك هذا على تجديد نشاطك وتجنب الملل أو حالة كره الدراسة التي تجعل مواصلة الدراسة أصعب بكثير.
عادات دراسية: أساليب النجاح في الدراسة الفعالة
- القراءة النشطة: بدلاً من مجرد قراءة المنهج الدراسي أو الملاحظات المدونة بشكل ممل، حاول التفاعل مع المادة العلمية بأكبر قدر ممكن. على سبيل المثال، جرّب وضع خط تحت المعلومات المهمة أو إبرازها، أو تدوين الملاحظات بأسلوبك أثناء القراءة، أو تلخيص المفاهيم الأساسية.
- تدوين الملاحظات: تدوين الملاحظات يساعدك على البقاء منظمًا والاحتفاظ بالمعلومات بسهولة أكبر، هناك طرق مختلفة لتدوين الملاحظات تبعاً لطريقة التفكير الأنسب لكل فرد، لذا لا بأس أن تدون ملاحظات غير تقليدية، ما دامت ستساعدك على تذكر المعلومة.
- المراجعة بالأسئلة: يمكن أن تساعدك الأسئلة والاختبارات في اختبار فهمك للمادة وتحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التركيز. توفر العديد من الكتب المدرسية والموارد عبر الإنترنت أسئلة تدريبية واختبارات جاهزة، كما يمكنك إعداد الأسئلة المختلفة لنفسك.
- ابحث عن البيئة الأنسب لك: الدراسة في بيئة هادئة وخالية من الإلهاء يمكن أن تساعدك على الحفاظ على تركيزك وتجنب الانقطاعات. ضع في اعتبارك الدراسة في مكتبة أو مقهى هادئ أو غرفة دراسة خاصة. ومن حين لآخر جرّب الدراسة في مكان مشمس أو في مساحة خضراء واسعة. يمكن أن تأثر البيئة المحيطة بك على نتائج دراستك بشكل كبير.
باختصار، قد يكون هناك عبارات تحفيزية للنجاح في الدراسة يمكنك إيجادها في أماكن عدّة، ولكن من المهم جدًا إدراك أن العامل الأساسي هو تخطيطك لوقتك وتنظيم عاداتك وتحديد قدراتك على أرض الواقع.
العقلية الناجحة ستساعدك على الانتقال بين مراحل حياتك بسلاسة، فعندما تعتمد على عقلية عملية لتخطيط دراستك، ستتبع نفس الأسلوب للنجاح في العمل والترقي والوظيفي وما إلى ذلك.
إذا أردت معرفة الخطوة التالية، اقرأ كيف تجيب على أسئلة مقابلات العمل!