في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، تسعى المنظمات إلى تبني استراتيجيات جديدة لتحسين أدائها وتعزيز تنافسيتها، ومن بين هذه الاستراتيجيات التعهيد في الموارد البشرية، الذي يُعرف بأنه عملية إسناد بعض المهام أو العمليات أو الخدمات إلى طرف خارجي، مقابل أجر متفق عليه وفي مجال الموارد البشرية يُعد التعهيد أحد الأساليب التي تلجأ إليها المنظمات لتحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف، وتوفير الوقت والموارد، حيث يمكن للمنظمات الاستعانة بشركات متخصصة في تقديم خدمات الموارد البشرية، مثل التوظيف، والتدريب
ما معنى تعهيد مهام الموارد البشرية؟
التعهيد في الموارد البشرية هو عملية نقل بعض أو كل وظائف الموارد البشرية إلى شركة خارجية، يمكن أن يشمل ذلك المهام مثل التوظيف والتعيين والتدريب والتعويضات والفوائد وعلاقات الموظفين.
وهناك العديد من الأسباب التي تدفع الشركات إلى الاستعانة بمصادر خارجية لعملياتها في الموارد البشرية.
أنواع تعهيد مهام الموارد البشرية
يُشير التعهيد في الموارد البشرية (Outsourcing HR Functions) إلى تعاقد بين شركة وطرف خارجي يوكل بإدارة ومسؤولية بعض مهام الموارد البشرية، وتتنوع الطرق التي يمكن للشركات من خلالها التعهيد في الموارد البشرية، وتتمثل في الآتي:
تعهيد الـ Inshoring
هو استراتيجية لشركة تتمثل في إعادة المهام أو العمليات التي تم تعهيدها سابقًا إلى داخل الشركة. يمكن أن يكون التعهيد الداخلي جزئيًا أو كليًا، ويمكن أن يشمل مجموعة متنوعة من المهام أو العمليات، وهناك العديد من الأسباب التي تدفع الشركات إلى التعهيد الداخلي، ومنها ما يلي:
- ترغب بعض الشركات في الاحتفاظ بالتحكم في مهام أو عمليات معينة.
- قد ترغب بعض الشركات في الحفاظ على خصوصية بياناتها أو معلوماتها الخاصة.
- تعتقد بعض الشركات أنها يمكنها تقديم جودة أفضل للمهام أو العمليات إذا تم تنفيذها داخل الشركة.
- يمكن أن يكون التعهيد الداخلي أكثر مرونة من التعهيد في الموارد البشرية الخارجي، حيث يمكن للشركات تعديل أو تغيير المهام أو العمليات حسب الحاجة.
- يمكن أن يكون التعهيد في الموارد البشرية الداخلي مكلفًا، خاصةً إذا كانت الشركة بحاجة إلى توظيف أو تدريب موظفين جدد.
- قد لا تمتلك الشركة المهارات أو الخبرة اللازمة لتنفيذ المهام أو العمليات بشكل فعال.
- قد يتطلب التعهيد الداخلي التزامًا طويل الأجل من الشركة
بشكل عام، يمكن أن يكون التعهيد في الموارد البشرية الداخلي خيارًا جيدًا للشركات التي ترغب في الاحتفاظ بالتحكم في مهام أو عمليات معينة، أو التي تهتم بالخصوصية أو الجودة أو المرونة، ومع ذلك من المهم إجراء تقييم دقيق للاحتياجات والأهداف الخاصة بالشركة قبل اتخاذ قرار بشأن التعهيد الداخلي.
تعهيد الـ Offshoring
هو عملية نقل بعض أو كل أنشطة الشركة إلى موقع خارج البلد الأم، عادةً إلى دولة ذات تكاليف تشغيل أقل ويمكن أن يشمل ذلك مجموعة متنوعة من الأنشطة، والتي تشمل التصنيع وخدمات العملاء والأعمال المالية، وتكنولوجيا المعلومات، وقد تلجأ العديد من الشركات إلى القيام بهذا التعهيد في الموارد البشرية من أجل الأسباب التالية:
- يمكن أن يكون تعهيد الـ Offshoring طريقة فعالة للغاية لتوفير التكاليف، خاصة عندما تكون تكاليف العمالة في البلد المضيف أقل من تكاليف العمالة في البلد الأم.
- يوفر تعهيد الـ Offshoring للشركات الوصول إلى المواهب والخبرات التي لا يمكنهم الحصول عليها بسهولة في البلد الأم.
- يساعد تعهيد الـ Offshoring الشركات على الوصول إلى أسواق جديدة أو توسيع وجودها في الأسواق الحالية.
- يمكن أن تؤدي الاختلافات الثقافية بين البلدين إلى مشكلات في التواصل والتنسيق لذلك يلجأ إلى هذا النوع من التعهيد.
- قد تؤدي نقل البيانات والمعلومات الحساسة إلى بلد آخر إلى زيادة المخاطر الأمنية.
- يمكن أن تختلف اللوائح والمعايير القانونية في البلد المضيف عن البلد الأم، مما قد يؤدي إلى مشكلات قانونية.
تعهيد الـ Insourcing
الاستعانة بمصادر خارجية هي استراتيجية لإدارة الأعمال حيث إنها تجلب عمالة خارجية من أجل تحسين المصادر الداخلية وتتضمن توظيف موظفي مستقلين أو مقاولين لأداء مهام أو عمليات محددة، ويختلف الاستعانة بمصادر خارجية عن الاستعانة بمصادر خارجية التقليدية،هناك العديد من المزايا للاستعانة بمصادر داخلية، والتي تتمثل فيما يلي:
- يمكن أن توفر الاستعانة بمصادر داخلية للشركات إمكانية الوصول إلى المهارات والخبرات المتخصصة التي قد لا تكون متوفرة داخل الشركة.
- يمكن أن تساعد الاستعانة بمصادر داخلية الشركات على تحسين الكفاءة عن طريق الاستعانة بعمالة أو خبرة متخصصة لتنفيذ مهام أو عمليات محددة.
- خفض التكاليف حيث يمكن أن تساعد الاستعانة بمصادر داخلية الشركات على خفض التكاليف عن طريق الاستعانة بعمالة أو خبرة بأجر أقل من العمالة الداخلية.
تعهيد الـ Co-sourcing
- من خلال هذا النوع يتم الاستعانة بمصادر خارجية الهجينة هي طريقة تجمع بين المزايا الرئيسية للاستعانة بمصادر داخلية والاستعانة بمصادر خارجية.
- في الاستعانة بمصادر خارجية الهجينة، تعمل الشركة مع وكيل خارجي لإدارة مهام أو عمليات معينة، ولكن الشركة تحتفظ أيضًا ببعض الموارد الداخلية الخاصة بها.
- هذا يسمح للشركات بالاستفادة من وفورات التكلفة والخبرة التي توفرها الاستعانة بمصادر خارجية، مع الحفاظ على السيطرة على العمل والتواصل الوثيق مع فريق الاستعانة بمصادر خارجية.
- يمكن أن يكون الاستعانة بمصادر خارجية الهجينة خيارًا جيدًا للشركات التي ترغب في:
- خفض التكاليف.
- تحسين الكفاءة.
- التركيز على مجالات الأعمال الأساسية.
- اكتساب خبرة خارجية.
ماهي إيجابيات تعهيد مهام الموارد البشرية وسلبياته؟
يمكن أن يكون تعهيد مهام الموارد البشرية استراتيجية فعالة للشركات التي ترغب في توفير التكاليف أو الوصول إلى المواهب أو التركيز على المهام الاستراتيجية، ومع ذلك من المهم أن تأخذ الشركات في الاعتبار جميع المخاطر المحتملة قبل اتخاذ قرار بشأن تعهيد مهام الموارد البشرية، وهذا ما يمكن توضيحه من خلال النقاط التالية:
إيجابيات تعهيد مهام الموارد البشرية
هناك العديد من الإيجابيات لتعهيد مهام الموارد البشرية، والتي تتمثل فيما يلي:
- يمكن أن يساعد تعهيد مهام الموارد البشرية الشركات على توفير التكاليف، وذلك من خلال تقليل الحاجة إلى توظيف موظفين بدوام كامل أو بدوام جزئي.
- يساعد تعهيد مهام الموارد البشرية الشركات على تحسين الكفاءة، وذلك من خلال الاستفادة من خبرة ومهارات المزود الخارجي.
- يساهم تعهيد مهام الموارد البشرية الشركات على التركيز على المهام الاستراتيجية، وذلك من خلال نقل المهام التشغيلية إلى المزود الخارجي.
- يكون تعهيد مهام الموارد البشرية الشركات مساهم كبير في الوصول إلى المواهب المتخصصة، وذلك من خلال الاستعانة بمزود خارجي لديه خبرة في مجال معين.
سلبيات تعهيد مهام الموارد البشرية
أيضًا بعض السلبيات لتعهيد مهام الموارد البشرية، التي يجب التعرف عليها من أجل تجنبها، ومنها ما يلي:
- يمكن أن يؤدي تعهيد مهام الموارد البشرية إلى فقدان الشركة السيطرة على العمليات المتعلقة بالموارد البشرية.
- قد يؤدي تعهيد مهام الموارد البشرية إلى ضعف التواصل بين الشركة والمزود الخارجي.
- تنشأ بعض المخاطر الأمنية من تعهيد الموارد البشرية، مثل تسريب المعلومات الحساسة
أمور يجب أخذها بعين الاعتبار
هناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التفكير في تعهيد مهام الموارد البشرية ومنها ما يلي:
- يشترط أن تحدد أهدافها من تعهيد مهام الموارد البشرية، وما هي المهام التي ترغب في تعهيدها.
- يجب أن تأخذ الشركة في الاعتبار احتياجاتها الخاصة عند اختيار شركة تعهيد.
- ينبغي أن تقارن بين تكلفة تعهيد مهام الموارد البشرية وتكلفة القيام بهذه المهام داخليًا.
- يجب أن تتأكد الشركة من أن شركة التعهيد لديها القدرة على تقديم خدمات عالية الجودة.
- لا بد أن تقوم الشركة بالتأكد من أن شركة التعهيد يمكنها تقديم الخدمات بشكل موثوق.
في الختام، يمكن القول أن التعهيد في الموارد البشرية هو اتجاه متزايد الأهمية في عالم الأعمال اليوم، فهو يقدم العديد من المزايا للشركات،والتي تتضمن توفير التكاليف، وتحسين الكفاءة، وزيادة المرونة.