في اقتصاد اليوم العالمي، لا تدير الشركات كل جانب من جوانب أعمالها بنفسها، فالتعاون مع الأطراف الثالثة والموردين والاستعانة بمصادر خارجية لبعض الأعمال إلى شركات أخرى أمر ضروري لتخفيف بعض المهام اليومية عن كاهلها والتركيز على منتجاتها وأعمالها الأساسية. ومع ذلك، ليس الأمر سهلاً كما يبدو، فالتواصل الفعال مع الموردين والأطراف الثالثة مهم لتجنب الأخطاء وسوء الفهم، وهنا يلعب التصميم التعليمي دورًا حيويًا كوسيلة للتواصل. في هذا المقال سنناقش ماهية التصميم التعليمي ودور المصمم التعليمي .
ما هو التصميم التعليمي ؟
التصميم التعليمي تخصص مهني متكامل ومستقل يهدف إلى إنشاء تجارب تعليمية لدعم التعلم طويل الأمد. يتضمن تحليل وتصميم وتطوير وتقييم أي تجربة تعليمية بناءً على نظرية التعلم.
استخدم التصميم التعليمي لأول مرة في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية. في ذلك الوقت، كانت البلاد كلها متعبئة، ومعظم المجندين لم يكن لديهم المهارات التقنية لإنشاء أسلحة وطائرات فعالة.
كانت هناك حاجة لمهارات التفكير النقدي المرتبطة باستراتيجيات الحرب لتقليل خسائر الجنود. بالإضافة إلى ذلك، كانت الحاجة ملحة لتدريب الجنود بسرعة كبيرة. قام خبراء مثل روبرت غانيه بتأثير كبير على كيفية تطوير مواد التدريب المتسارع من خلال إنشاء عمليات تستند إلى نظريات التعلم والسلوك البشري.
بعد انتهاء الحرب، استمر هؤلاء العلماء في العمل على مشاكل التعليم وطبقوا النظريات والتقنيات التي استخدمت لتدريب الجنود في أماكن العمل المدنية.
في سياق الأعمال، يعتبر التصميم التعليمي وسيلة لتوصيل معرفة الشركة وخبراتها إلى الأطراف الثالثة، لكي يتمكنوا من فهم منهج الشركة وثقافتها وعملية العمل وأهدافها.
سيساعدهم ذلك على فهم احتياجات الشركة وتحقيقها بفعالية. يمكن أن يتم ذلك بشكل رئيسي من خلال مواد التدريب وجلسات التدريب.
يمكن أن تكون مواد التعليم مادية أو رقمية. يجب أن تُطور بطريقة متسقة وموثوقة لتحقيق اكتساب المعرفة بكفاءة وجاذبية وإلهام.
ما هو الفرق بين المعلم والمصمم التعليمي ؟
المصمم التعليمي ليس مجرد كلمة فاخرة لمعلم. كلاهما مختلف تماماً، ولكل منهما غرضه الخاص. دور المعلم هو تقديم الدروس، وإدارة بيئة التعلم، وتحضير خطط الدروس، وتقديم التعليمات الشخصية، واتباع المنهج الدراسي.
أما المصمم التعليمي فيقوم بإجراء أبحاث السوق والجمهور والموضوع. يتعاون مع خبراء الموضوع (SMEs) ومبدعي المحتوى وأصحاب المصلحة لتحديد نتائج التعلم وتطوير خطط مفصلة. يقوم بالبحث وتوصية التكنولوجيا وموارد التعلم، ويقيم النتائج ويعدلها.
يركز مصممو التعليم على خلق فرص تعلم لجمهور محدد، وقد لا يكون لديهم اتصال مباشر مع المتعلمين الذين يستخدمون الدورات التي يطورونها. على عكس المعلمين الذين يركزون على تسهيل تجارب التعلم مباشرة مع الطلاب لتلبية احتياجات كل طالب.
ما هي الأنواع الثلاثة لـ نماذج التصميم التعليمي ؟
الآن بعد أن فهمنا ما هو التصميم التعليمي ، دعونا نتعرف على أنواع نماذج التصميم التعليمي.
يتم تقسيم التصميم التعليمي إلى نماذج تقليدية، ونماذج حديثة للتدريب الديناميكي، ونماذج قائمة على التعلم الإلكتروني.
النماذج التقليدية للتصميم التعليمي استخدمت منذ الحرب العالمية الثانية. تم استخدام هذه النماذج في التدريب المتسارع للجنود في الجيش وفي الأعمال التجارية. هناك نماذج تقليدية معروفة مثل نماذج ADDIE و SAM، ولا تزال تستخدم حتى اليوم. من ناحية أخرى، هناك نماذج تركز على إشراك المتعلمين والحفاظ على دوافعهم. هنا سنناقش بعض هذه النماذج:
1- نموذج التصميم التعليمي ADDIE
ADDIE هو نموذج تقليدي وشائع جداً لالتصميم التعليمي ، وهو يمثل المراحل الخمس لالتصميم التعليمي : التحليل، التصميم، التطوير، التنفيذ، والتقييم. يتم استخدامه لتطوير الدورات التعليمية الإلكترونية.
إنه أحد أشهر أنواع التصميم التعليمي ، وهو نموذج دوري حيث تنتقل النتائج من مرحلة إلى أخرى كمدخلات. هذا يجعله مرناً ومثالياً لجمع التغذية الراجعة.
يؤكد على عملية خطوة بخطوة، بدءاً من تحليل احتياجات وأهداف المتعلمين، وتصميم المحتوى، وتطوير المواد، وتنفيذ التدريب، وتقييم فعاليته.
2- نموذج التصميم التعليمي SAM
SAM هو اختصار لنموذج التقريب المتتالي، وهو أحد النماذج التقليدية، ويؤكد على التطوير التكراري، والنماذج الأولية السريعة، والتعاون. SAM هو بديل مبسط وأكثر مرونة لـ ADDIE.
يبدأ SAM بمرحلة التحضير. خلال هذه المرحلة السريعة، يجمع المصممون المعلومات الأساسية عن المتعلمين، ويقيمون نقاط القوة والضعف لديهم، ويحددون الأهداف العامة للمشروع. ولأنه عملية تكرارية، فإنه يشمل جولات متعددة من التصميم والتطوير.
3- نموذج التصميم التعليمي 4MAT
نموذج 4MAT هو إطار لفهم الطريقة التي يتحرك بها الأفراد والمجموعات خلال عملية تجربة المعرفة واستيعابها والعمل بها ودمجها عبر أربع مراحل: لماذا؟ ماذا؟ كيف؟ ماذا لو؟
يشجع على معالجة تفضيلات التعلم المختلفة وإشراك المتعلمين على المستويين العاطفي والمعرفي.
4- نموذج التصميم التعليمي 4C
نموذج 4C يستند إلى تجربة التعلم الديناميكي وله أربعة مكونات رئيسية: الاتصال، المفهوم، الممارسة العملية، والاستنتاج.
يوفر نهجاً منظمًا لتصميم البرامج التعليمية التي تركز على تعليم المهارات المعقدة أو الكفاءات المهنية.
يتماشى نموذج 4C جيدًا مع الاتجاهات الحالية في التعليم، مما يؤكد على تطوير المهارات المعقدة، وقابلية نقل المعرفة إلى مواقف جديدة (بما في ذلك مكان العمل)، والتعلم مدى الحياة.
ما هي المراحل الخمس للتصميم التعليمي ؟
يتضمن التصميم التعليمي خمس مراحل :
1. البحث
2. الإنشاء
3. التسليم
4. التغذية العكسية والتأثير
5. التحديثات
المرحلة الأولى: البحث
مرحلة البحث في عملية التصميم التعليمي تضع الأساس لدورتك التدريبية بالكامل وموادها. تساعدك هذه المرحلة على فهم أهداف عملك وأهداف التدريب، وكذلك أنواع المتعلمين المختلفة، والتكنولوجيا التي تستخدمها، والتوقعات، والمزيد.
المرحلة الثانية: الإنشاء
بعد البحث، ستبدأ في تطوير المحتوى التعليمي نفسه. بناءً على بحثك، ستقرر ما إذا كان يجب أن يكون المحتوى قائمًا على الفيديو أو التعلم وجهًا لوجه. ثم ستبدأ في بناء لوحة القصة (Storyboard)، ثم تحصل على موافقة النموذج الأولي الذي تم تطويره.
المرحلة الثالثة: التسليم
بعد الانتهاء من تطوير المواد التعليمية، ستحتاج إلى تخزينها في مكان ما! هذه هي مرحلة التسليم في التصميم التعليمي حيث ستحتاج إلى استضافة مواد التدريب الجديدة على نظام إدارة التعلم الخاص بك (LMS)، أو Google Drive، أو شبكة الإنترانت الخاصة بالشركة، أو وسائل أخرى.
المرحلة الرابعة: التغذية العكسية والتأثير
بعد إطلاق دورتك التعليمية، حان الوقت لقياس التأثير الذي أحدثته. ستحتاج إلى تقييم فعاليتها من نهج كمي ونوعي.
المرحلة الخامسة: التحديثات
أخيرًا، يمكن لمصممي التعليم استخدام التغذية العكسية، والتقييمات من المرحلة السابقة لاتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات لتحسين برامج التدريب المؤسسية المستقبلية.
في الختام، يرتبط التصميم التعليمي ارتباطًا وثيقًا بالتعليم؛ ومع ذلك، فهو مختلف تمامًا عن التدريس، حيث أن الهدف الرئيسي من التصميم التعليمي هو إنشاء مواد تعليمية ودورات وتجارب تعليمية بشكل منهجي لتحسين التعلم. يمكن أن تساعدك Jobzella في توظيف أفضل مصممي التعليم للمساعدة في نجاح شركتك!